روايات عن النجف الأشرف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)
بحار الأنوار
* عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة .
بيان : أي قبولا كاملا كما في الخبر الآتي .
* عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفة .
* من كلام له (لأمير المؤمنين) عليه السلام في ذكر الكوفة : كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي ، تعركين بالنوازل ، وتركبين بالزلازل ، وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل ، ورماه بقاتل .
بيان : " الأديم " الجلد أو مدبوغه ، و " عكاظ " بالضم موضع بناحية مكة كانت العرب تجتمع في كل سنة ويقيمون به سوقا مدة شهر ويتعاكظون أي يتفاخرون و يتناشدون ، وينسب إليه الأديم لكثرة البيع فيه ، والأديم العكاظي مستحكم الدباغ شديد المد ، وذلك وجه الشبه ، والعرك : الدلك والحك ، وعركه : أي حمل عليه الشر ، وعركت القوم في الحرب : إذا مارستهم حتى أتعبتهم " والنوازل " المصائب والشدائد ، و " الزلازل " البلايا . و " تركبين " - على بناء المجهول كالفعلين السابقين - أي تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء للسببية كالسابقة . والشدائد التي أصابت الكوفة وأهلها معروفة مذكورة في السير .
* وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال :
هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا .
* وعن الصادق عليه السلام قال : تربة تحبنا ونحبها .
* وعنه عليه السلام : اللهم ارم من رماها ، وعاد من عاداها .
وقال محمد بن الحسين الكيدري في شرح النهج : فمن الجبابرة الذين ابتلاهم الله بشاغل فيها: زياد ، وقد جمع الناس في المسجد ليلعن عليا - صلوات الله عليه - فخرج الحاجب وقال : انصرفوا ، فإن الأمير مشغول ، وقد أصابه الفالج في هذه الساعة ! وابنه عبيد الله بن زياد وقد أصابه الجذام ، والحجاج بن يوسف وقد تولدت الحيات في بطنه حتى هلك ، وعمر بن هبيرة وابنه يوسف وقد أصابهما البرص ، وخالد القسري وقد حبس فطولب حتى مات جوعا . وأما الذين رماهم الله بقاتل فعبد الله بن زياد ، ومصعب بن الزبير ، وأبو السرايا وغيرهم قتلوا جميعا ، ويزيد بن المهلب قتل على أسوأ حال .
بحار الانوار ج 57 ص 209 ــ
* عن أنس بن مالك قال : كنت ذات يوم جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ دخل عليه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله : إلي يا أبا الحسن ، ثم اعتنقه و قبل [ ما ] بين عينيه وقال : يا علي إن الله عز اسمه عرض ولايتك على السماوات ، فسبقت إليها السماء السابعة فزينها بالعرش ، ثم سبقت إليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور ، ثم سبقت إليها السماء الدنيا فزينها بالكواكب ، ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليها مكة فزينها بالكعبة ، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي ، ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بك ، ثم سبق إليها قم فزينها بالعرب وفتح إليه بابا من أبواب الجنة .
بحار الأنوار ج57 ص212
..........................................................................................................
* عن عبد الله بن الوليد ، قال : دخلنا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فسلمنا عليه ، وجلسنا بين يديه ، فسألنا : من أنتم ؟
قلنا : من أهل الكوفة . فقال : أما إنه ليس من بلد من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ، ثم هذه العصابة خاصة ، إن الله هداكم لأمر جهله الناس ، أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، واتبعتمونا وخالفنا الناس ، فجعل الله محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي ( عليه السلام ) أنه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه ويغتبط إلا أن تبلغ نفسه هاهنا ، ثم أهوى بيده إلى حلقه ، ثم قال :
وقد قال الله في كتابه : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً }الرعد 38
فنحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
الأمالي ــ الشيخ الطوسي ــ ص 678 ــ 679
* عن رزيق ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) يوما إذ دخل عليه رجلان من أهل الكوفة من أصحابنا ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
تعرفهما ؟ قلت : نعم ، هما من مواليك .
فقال : نعم ، والحمد لله الذي جعل أجلة موالي بالعراق ...
الأمالي ــ الشيخ الطوسي ــ ص 698
..........................................................................................................
* عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيه قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وأَبِي وجَدِّي وعَمِّي حَمَّاماً بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَجُلٌ فِي بَيْتِ الْمَسْلَخِ فَقَالَ لَنَا مِمَّنِ الْقَوْمُ فَقُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ وأَيُّ الْعِرَاقِ قُلْنَا كُوفِيُّونَ فَقَالَ مَرْحَباً بِكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ ثُمَّ قَالَ مَا يَمْنَعُكُمْ مِنَ الأُزُرِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه (صلى الله عليه وآله) قَالَ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ فَبَعَثَ إِلَى أَبِي كِرْبَاسَةً فَشَقَّهَا بِأَرْبَعَةٍ ثُمَّ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِداً ثُمَّ دَخَلْنَا فِيهَا فَلَمَّا كُنَّا فِي الْبَيْتِ الْحَارِّ صَمَدَ لِجَدِّي فَقَالَ يَا كَهْلُ مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْخِضَابِ فَقَالَ لَه جَدِّي أَدْرَكْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي ومِنْكَ لَا يَخْتَضِبُ قَالَ فَغَضِبَ لِذَلِكَ حَتَّى عَرَفْنَا غَضَبَه فِي الْحَمَّامِ قَالَ ومَنْ ذَلِكَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنِّي فَقَالَ أَدْرَكْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وهُوَ لَا يَخْتَضِبُ قَالَ فَنَكَسَ رَأْسَه وتَصَابَّ عَرَقاً فَقَالَ صَدَقْتَ وبَرِرْتَ ثُمَّ قَالَ يَا كَهْلُ إِنْ تَخْتَضِبْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه (صلى الله عليه وآله) قَدْ خَضَبَ وهُوَ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) وإِنْ تَتْرُكْ فَلَكَ بِعَلِيٍّ سُنَّةٌ قَالَ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحَمَّامِ سَأَلْنَا عَنِ الرَّجُلِ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع ومَعَه ابْنُه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ( ع) .
* وتجهز الحسن - بعد ذلك - للشخوص إلى المدينة ، وجاءه من سراة شيعته المسيب بن نجية الفزاري وظبيان بن عمارة التيمي ليودعاه ، فقال الحسن : " الحمد للّه الغالب على أمره . لو أجمع الخلق جميعاً على أن لا يكون ما هو كائن ما استطاعوا " . وتكلم المسيب وعرض اخلاصه الصميم لأهل البيت ( ع ) . فقال له الحسين ( ع ) : " يا مسيب نحن نعلم أنك تحبنا " وقال الحسن ( ع ) : " سمعت أبي يقول سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله يقول : من أحب قوماً كان معهم " . ثم عرض له المسيب وظبيان بالرجوع ، فقال : " ليس إلى ذلك سبيل " . فلما كان من غد خرج من الكوفة ، وشيعه الناس بالبكاء ! ! ولم تكن اقامته فيها بعد الصلح الا أياماً قلائل .
فلما صار بدير هند ( الحيرة ) نظر إلى الكوفة وقال :
ولا عن قلىً فارقت دار معاشري * * * هم المانعون حوزتي وذماري
أقول : وأي نفس ملائكية هذه التي لقيت من نشوز هذه الخاصرة ومن بوائقها ما لقيت ، ثم هي تودعها بهذا البيت من الشعر ، فلا تذكر من
تاريخها الطويل العريض ، الا وفاء الأوفياء " المانعين الحوزة والذمار " وهم الذين منعوا عنه من أراده في المدائن ، والذين ثبتوا على طاعته يوم العسرة في مسكن ، فكانوا اخوان الصدق وخيرة الأنصار ، على قلتهم .
ثم سار الموكب الفخم الذي كان يقل على رواحله ، بقية اللّه في الأرض ، وتراث رسول اللّه ( ص ) في الاسلام ، وقد ضاقت بهم الكوفة أو ضاقوا بها ، فيمموا شطر وطنهم الأول ، ليمتنعوا هناك بجوار قبر جدهم الأعظم من مكاره الدهر الخوان .
صلح الحسن ــ الشيخ راضي آل ياسين ــ ص 289 ــ 290
* عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى اختار من البلدان أربعة فقال عز وجل : " والتين و الزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين " التين المدينة ، والزيتون بيت المقدس ، و طور سينين الكوفة ، وهذا البلد الأمين مكة .
معاني الأخبار ــ الشيخ الصدوق ــ ص 365
.........................................................................................................
باب وجوب احترام مكة والمدينة والكوفة واستحباب سكناها والصدقة بها وكثرة الصلاة فيها والاتمام سفرا بها .
( 19386 ) 1 - محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن حسان بن مهران قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : مكة حرم الله ، والمدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله والكوفة حرمي لا يريدها جبار بحادثة إلا قصمه الله .ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله ( 1 ) .
( 19387 ) 2 - وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أحدث بالمدينة حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله قلت : وما الحدث ؟ قال : القتل .
( 19388 ) 3 - محمد بن الحسن بإسناده عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبد الله الرازي ، عن الحسين ابن سيف بن عمير ، عن أبيه ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قلت له : أي البقاع أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : الكوفة ، يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين والمرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه وفيها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده ، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين .
( 19389 ) 4 - محمد بن علي بن الحسين في ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبي عبد الله الرازي ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن الله اختار من البلدان أربعة ، فقال : عز وجل ( والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين ) ( 1 ) التين : المدينة ، والزيتون بيت المقدس ، وطور سينين : الكوفة ، وهذا البلد الأمين مكة .
( 19390 ) 5 - وعن المظفر بن جعفر العلوي ، عن جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، عن الحسين بن أشكيب ، عن عبد الرحمن بن حماد ، عن أحمد بن الحسن ، عن صدقة بن حسان ، عن مهران بن أبي نصر ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي سعيد الإسكاف ( 1 ) ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ) ( 2 ) قال : الربوة الكوفة ، والقرار المسجد ، والمعين : الفرات .
وسائل الشيعة (آل البيت) ــ الحر العاملي ــ ج 14 ص 360 ــ 362
..........................................................................................................
وقال ــ السيد محمد بن أحمد زين الدين الحسني ــ مستنجدا بالإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في أيام الطاعون :
أبا حسن يا حامي الجار دعوة * يرجى لها ذا اليوم منك قبول
أبا حسن يا كاشف الكرب دعوة * لنا أمل أن لا ترد طويل
وصي رسول الله دعوة خامس * بغيرك منه لا يبل غليل
أيرضيك هذا اليوم يا حامي الحمى * خطوب علينا للمنون تصول
فيا ليت شعري هل تخيب سائلا * محبا أتى يرجوك وهو ذليل
فأين غياثي أين حرزي وموئلي * وعزي الذي أسمو به وأطول
وأين سناني أين درعي وجنتي * وعضبي الذي أسطو به وأصول
إليك ملاذ الخائفين شكاية * تقلقل أملاك السما وتهول
ومثلك من يدعى إذا ناب حادث * وضلت لنا دون النجاة عقول
وحاشاك عند الله فهو معظم * وعند رسول الله فهو جليل
أغثنا أجرنا نجنا واستجب لنا * فما نابنا لولاك ليس يزول
ألسنا بكم مستمسكين وحبكم * لنا في نجاة النشأتين كفيل
فأدرك محبيك الذين تشتتوا * وخيل الردى تجري بهم وتجول
بحال يذوب الصخر منها إذا علا * لهم كل يوم رنة وعويل
وضاقت بلاد الله فيهم فأقبلوا * إليك وكل في حماك دخيل
وقالوا به كل النجاة وإنه * حمى قط فيه لا يضام نزيل
ولما علمنا إذ لحامي الحمى حمى * منيع يرد الخطب وهو جليل
بقبرك لذنا والقبور كثيرة * ولكن من يحمي النزيل قليل
عليك سلام الله ما فات خائف * بذاك الحمى أو نيل عندك سول
علي في الكتاب والسنة والأدب ــ الحاج حسين الشاكري ج4 ص 365 ــ 366
..........................................................................................................
* في المجاورة كما محكى مدينة العلم للصدوق بإسناده إلى الصادق ( ع ) إنه سأل عن مجاورة النجف عند قبر علي وعند قبر الحسين عليهما السلام فقال :
- مجاورة ليلة عند قبر أمير المؤمنين ( ع ) أفضل من عبادة سبعمائة عام وعند قبر الحسين ( ع ) من عبادة سبعين عاما .
* في المبيت والصلاة عند المرقد المطهر
عن الإمام الصادق ( ع ) : إن المبيت عند علي ( ع ) ليلة يعدل سبعمائة عام وسأل الصادق ( ع ) عن الصلاة عند قبر أمير المؤمنين ( ع ) فقال الصلاة عند قبر أمير المؤمنين ( ع ) بمائتي ألف صلاة .
مدينة النجف ــ محمد علي جعفر التميمي ــ ص 82
..........................................................................................................
* روى محمد بن زكريا قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال : حدثني عبد الله بن حازم قال : خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة نتصيد ، فصرنا إلى ناحية الغريين والثوية ، فرأينا الظباء فأرسلنا عليها الصقورة والكلاب ، فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فسقطت عليها فسقطت الصقورة ناحية ورجعت الكلاب ، فعجب الرشيد من ذلك ، ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فهبطت الصقورة والكلاب ، فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعت عنها الكلاب والصقورة ، ففعلت ذلك ثلاثا ، فقال الرشيد : أركضوا ، فمن لقيتموه فأتوني به ، فأتيناه بشيخ من بني أسد ، فقال له هارون : أخبرني ما هذه الأكمة ؟ قال : إن جعلت لي الأمان أخبرتك . قال : لك عهد الله وميثاقه ألا أهيجك ولا أؤذيك . قال : حدثني أبي عن آبائي أنهم كانوا يقولون أن في هذه الأكمة قبر علي بن أبي طالب عليه السلام ، جعله الله حرما لا يأوي إليه شئ إلا أمن . فنزل هارون فدعا بماء وتوضأ وصلى عند الأكمة وتمرغ عليها وجعل يبكي ، ثم انصرفنا .
قال محمد بن عائشة : فكأن قلبي لم يقبل ذلك ، فلما كان بعد ذلك حججت إلى مكة ، فرأيت بها ياسرا رحال الرشيد ، فكان يجلس معنا إذا طفنا ، فجرى الحديث إلى أن قال : قال لي الرشيد ليلة من الليالي ، وقد قدمنا من مكة فنزلنا الكوفة : يا ياسر ، قل لعيسى بن جعفر فليركب ، فركبا جميعا وركبت معهما ، حتى إذا صرنا إلى الغريين ، فأما عيسى فطرح نفسه فنام ، وأما الرشيد فجاء إلى أكمة فصلى عندها ، فكلما صلى ركعتين دعا وبكى وتمرغ على الأكمة ، ثم يقول : يا عم أنا والله أعرف فضلك وسابقتك ، وبك والله جلست مجلسي الذي ( أنا فيه )، وأنت أنت ، ولكن ولدك يؤذونني ويخرجون علي . ثم يقوم فيصلي ثم يعيد هذا الكلام ويدعو ويبكي ،حتى إذا كان في وقت السحر قال لي : يا ياسر ، أقم عيسى ، فأقمته فقال له : يا عيسى ، قم صل عند قبر ابن عمك . قال له : وأي عمومتي هذا ؟
قال : هذا قبر علي بن أبي طالب ، فتوضأ عيسى وقام يصلي ، فلم يزالا كذلك حتى طلع الفجر ، فقلت : يا أمير المؤمنين أدركك الصبح . فركبنا ورجعنا إلى الكوفة .
الإرشاد ــ الشيخ المفيد ــ ج1 ص 25 ــ 28
* وفي فضل المشهد الغروي الشريف على مشرفه أفضل الصلاة والسلام وما لتربته والدفن فيها من المزية والشرف
روي عن ابن عباس أنه قال الغري قطعة من الجبل الذي كلم الله جل شأنه موسى تكليما وقدس عليه تقديسا واتخذ محمدا عليه السلام خليلا واتخذ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم حبيبا وجعله للنبيين مسكنا
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام نظر إلى ظهر الكوفة فقال ما أحسن منظرك وأطيب قعرك اللهم اجعل قبري بها
ومن خواص تربته إسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك كما وردت الأخبار الصحيحة عن أهل البيت ( ع ) .
وروي عن القاضي ابن زيد الهمداني الكوفي وكان رجلا صالحا متعبدا قال كنت في جامع الكوفة ذات ليلة وكانت ليلة ممطرة فدق باب مسلم جماعة ففتح لهم وذكر بعضهم أن معهم جنازة فأدخلوها وجعلوها على الصفة التي تجاه باب مسلم بن عقيل رض ثم إن أحدهم نعس فنام فرأى في منامه قائلا يقول للآخر ما نبصره حتى نبصر هل لنا معه حساب أم لا فكشف عن وجه الميت وقال لصاحبه بل لنا معه حساب وينبغي إذ تأخذه منه معجلا قبل أن يتعدى الرصافة فما يبقى لنا معه طريق فانتبه وحكى لهم المنام قال فأخذوا ومضوا به في الحال إلى المشهد الشريف
إذا مت فادفني إلى جنب حيدر * أبي شبر أكرم به وشبير
فلست أخاف النار عند جواره * ولا أتقي من منكر ونكير
فعار على حامي الحمى فهو في الحمى * إذا ضاع في المرعى عقال بعير
وروى جماعة من صلحاء المشهد الشريف الغروي أنه رأى أن كل واحد من القبور التي في المشهد الشريف وظاهره قد خرج منه حبل ممتد متصل بالقبة الشريفة صلوات الله على مشرفها .
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى طرف الغري فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النجف وإذا برجل قد أقبل من البرية راكبا على ناقة وقدمه جنازة فحين رأى عليا عليه السلام قصده حتى وصل إليه وسلم عليه فرد علي عليه السلام عليه السلام وقال له من أين قال من اليمن قال وما هذه الجنازة التي معك قال جنازة أبي أتيت لأدفنها في هذه الأرض فقال له علي عليه السلام لم لا دفنته في أرضكم قال أوصى إلي بذلك وقال إنه يدفن هناك رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر فقال له علي أتعرف ذلك الرجل قال لا فقال عليه السلام أنا والله ذلك الرجل أنا والله ذلك الرجل أنا والله ذلك الرجل قم فادفن أباك فقام فدفن أباه
ومن خواص ذلك الحرم الشريف أن جميع المؤمنين يحشرون فيه .
وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال ما من مؤمن يموت في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله جل وعلا روحه إلى وادي السلام قيل وأين وادي السلام قال بين وادي النجف والكوفة كأني بهم خلق كبير قعود يتحدثون على منابر من نور .
والأخبار في هذا المعنى كثيرة .
وفي فضل زيارته عليه السلام ومما جاء من الأخبار والآثار
عمارة بن يزيد، عن أبي عامر التبّاني واعظاً أهل الحجاز، قال: أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام)وقلت له: يابن رسول الله ما لمن زار قبره ـ يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ وعمّر تربته؟ قال: يا عامر حدّثني أبي، عن جدّه الحسين بن علي، عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له: والله لتقتلنّ بأرض العراق وتدفن بها، قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها؟
فقال لي: يا أبا الحسن إنّ الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنّة وعرصة من عرصاتها، وإنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحنّ اليكم وتحتمل المذلّة والأذى، فيعمّرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلى الله ومودّة منهم لرسول الله، اُولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي الواردون حوضي، هم زوّاري غداً في الجنّة، يا علي من عمّر قبوركم وتعاهدها فكأنّما أعان سليمان بن داود (عليه السلام) على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجّة بعد حجّة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتّى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته اُمّه، أبشر وبشّر أولياءك ومحبّيك من النعيم وقرّة العين بما لا عين رأت ولا اُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولكن حثالة من الناس يعيّرون زوّار قبوركم كما تُعيّر الزانية بزنائها، اُولئك شرار اُمّتي لا أنالهم الله شفاعتي ولا يردون حوضي
وروى صفوان الجمال قال لما وافيت مع مولاي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الغري يريد أبا جعفر المنصور قال لي يا صفوان أنخ الناقة فإن هذا حرم جدي أمير المؤمنين عليه السلام فأنختها فنزل واغتسل وغير ثوبه وتحفى وقال لي افعل مثل ما أفعل ففعلت ثم أخذ نحو الذكوات وقال لي قصر خطاك وألق عينيك إلى الأرض فإن لك بكل خطوة مائة ألف حسنة وتمحى مائة ألف سيئة وترفع لك مائة ألف درجة وتقضى لك مائة ألف حاجة ويكتب لك ثواب كل صديق وشهيد مات أو قتل ثم مشى ومشيت معه حافيا وعلينا السكينة نسبح الله ونقدسه ونهلله إلى أن بلغنا القبر فوقف عليه ونظر يمنة ويسرة وخط بعكازته وقال لي اطلب فطلبت فإذا أثر القبر في الخط ثم أرسل دمعة وقال إنا لله وإنا إليه راجعون ثم قال السلام عليك أيها الوصي البر التقي السلام عليك أيها النبأ العظيم السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام عليك أيها الرضي الزكي السلام عليك يا وصي رسول رب العالمين السلام عليك يا خيرة الله من الخلائق أجمعين أشهد أنك حبيب الله وخاصة الله وخالصته السلام عليك يا ولي الله وموضع سره وعيبة علمه وخازن وحيه ثم انكب على القبر الشريف وقال بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين بأبي أنت وأمي يا نور الله التام أشهد أنك قد بلغت عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ما حملت ورعيت ما استحفظت وحفظت ما استودعت وحللت حلال الله وحرمت حرام الله وأقمت أحكام الله ولم تتعد حدود الله وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين صلى الله عليك وعلى الأئمة من بعدك ثم قام فصلى ركعتين عند الرأس الكريم ثم قال يا صفوان من زار أمير المؤمنين بهذه الزيارة وصلى بهذه الصلاة رجع إلى أهله مغفورا ذنبه مشكورا سعيه وكتب له ثواب كل من زاره من الملائكة المقربين وأنه ليزوره في كل ليلة سبعون قبيلة من الملائكة قلت وكم القبيلة قال مائة ألف ثم خرج القهقرى وهو يقول يا جداه يا سيداه يا طيباه يا ظاهراه لا جعله الله تعالى آخر العهد من زيارتك ورزقني العود إليك والمقام في حرمك والكون معك ومع الأبرار من ولدك صلى الله عليك وعلى الملائكة المحدقين بك يا سيدي أتأذن لي أن أخبر أصحابك من أهل الكوفة فقال نعم وأعطاني دراهم فأصلحت القبر .
وقال الصادق عليه السلام من ترك زيارة أمير المؤمنين عليه السلام لم ينظر الله تعالى إليه ألا تزور من تزوره الملائكة والنبيون عليهم السلام وإن أمير المؤمنين أفضل من كل الأئمة وله مثل ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا وقال عليه السلام إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء دخول الزائر لأمير المؤمنين وقال عليه السلام إن بظاهر الكوفة قبرا ما زاره مهموم إلا وفرج الله تعالى همه .
وروى بعضهم قال كنت عند الصادق عليه السلام فذكر أمير المؤمنين عليه السلام فقال ابن مارد لأبي عبد الله ما لمن زار جدك أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا ابن مارد من زار جدي عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مقبولة والله يا ابن مارد ما يطعم الله النار قدما تغيرت في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ماشيا كان أو راكبا يا ابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب والأخبار في هذا المعنى كثيرة .
إرشاد القلوب ــ محمد بن الحسن الديلمي ــ ج2 ص 439 ــ 443
..........................................................................................................
[ ثواب الصلاة في مسجد الكوفة ]
.وقال أبو بصير: " سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي والف وصي، ومنه فار التنور، وفيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان الله، ووسطه روضة من رياض الجنة، وميسرته مكر يعني منازل الشياطين "
محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول : الصلاة في مسجد الكوفة فرداً أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة.
حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه ( ره ) قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد .
ثواب الأعمال ــ الشيخ الصدوق ــ ص 30
..........................................................................................................
[ ثواب من زار النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين ]
والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين
أبي ( ره ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثني عثمان بن عيسى عن العلاء بن المسيب عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال الحسن بن علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله يا أبت ما جزاء من زارك ؟ فقال صلى الله عليه وآله من زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة حتى أخلصه من ذنوبه .
حدثني حمزة بن محمد العلوي ( ره ) قال حدثنا محمد بن الحسين القواريري قرابة قراءة لعلي بن عبيد قال حدثنا جعفر بن أمير البغوي قال حدثنا عثمان بن عيسى الرواسي عن العلاء بن المسيب عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي عليهم السلام قال : قال الحسين صلوات الله عليه يا أبتاه ما لمن زارنا ؟ قال يا بني من زارني حيا وميتا ومن زار أباك حيا وميتا ومن زارك حيا وميتا ومن زار أخاك حيا وميتا كان حقيق علي أن أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه وأدخله الجنة .
ثواب الأعمال ــ الشيخ الصدوق ــ ص 82 ــ 83
( باب ) * بحار الأنوار ج 97 ص 226 ــ 235
* " ( فضل النجف وماء الفرات ) " *
1 - علل الشرائع : الدقاق ، عن الأسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن البطائني عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن النجف كان جبلا وهو الذي قال ابن نوح : " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " ولم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه فأوحى الله عز وجل إليه يا جبل أيعتصم بك مني ، فتقطع قطعا إلى بلاد الشام وصار رملا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان يسمى ذلك البحر بحر ني ثم جف بعد ذلك فقيل : ني جف فسمى نيجف ، ثم صار بعد ذلك يسمونه نجف لأنه كان أخف على ألسنتهم ( 1 ) .
2 - علل الشرائع : ماجيلويه عن علي بن إبراهيم ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الجارود رفعه إلى علي صلوات الله عليه قال : إن إبراهيم صلى الله عليه وآله مر ببانقيا فكان يزلزل بها فبات بها فأصبح القوم ولم يزلزل بهم ، فقالوا : ما هذا وليس حدث ؟ قالوا : نزل هيهنا شيخ ومعه غلام له ، قال : فأتوه فقالوا له : يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا فبات ولم يزلزل بهم فقالوا : أقم عندنا ونحن نجري عليك ما أحببت قال : لا ولكن تبيعوني هذا الظهر ولا يزلزل بكم قالوا : فهو لك قال : لا آخذه إلا بالشرى قالوا : فخذه بما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة فلذلك سمي بانقيا ، لان النعاج بالنبطية نقيا قال : فقال له غلامه : يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولا ضرع ؟ فقال له : اسكت فان الله عز وجل يحشر من هذا الظهر سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب يشفع الرجل منهم لكذا وكذا ( 1 ) .
3 - معاني الأخبار : المظفر العلوي عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن الحسين بن أشكيب ، عن عبد الرحمن بن حماد ، عن أحمد بن الحسن ، عن صدقة بن صدقة بن حسان ، عن مهران ابن أبي نصر ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي سعيد الإسكاف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عز وجل : " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال : الربوة الكوفة ، والقرار المسجد ، والعين الفرات ( 2 ) . بيان : الضمير راجع إلى عيسى ومريم عليهما السلام ، وذهب المفسرون إلى أن الربوة ارض بيت المقدس فإنها مرتفعة أو دمشق أو رملة فلسطين أو مصر وقالوا : ذات قرار اي مستقر من الأرض منبسطة ، وقيل : ذات ثمار وزروع فان ساكنيها يستقرون فيها لأجلها . ويقال ماء معين ظاهر جار ، وما ورد في النص هو المعتمد .
4 - كامل الزيارة : محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن مهزيار ، عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير قال : دخل رجل من أهل الكوفة على أبي جعفر عليه السلام فقال عليه السلام له : أتغتسل من فراتكم في كل يوم مرة ؟ قال : لا قال : ففي كل جمعة ؟ قال : لا قال : ففي كل شهر ؟ قال : لا قال : ففي كل سنة ؟ قال : لا قال : فقال له أبو جعفر عليه السلام : إنك لمحروم من الخير ( 3 ) .
5 - كامل الزيارة : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال : الماء سيد شراب الدنيا والآخرة وأربعة أنهار في الدنيا من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان : الفرات الماء ، والنيل العسل وسيحان الخمر ، وجيحان اللبن ( 1 ) . بيان : لعل المراد أن تلك الأسماء مشتركة بينها وبين أنهار الجنة وفضلها لكون التسمية بها من جهة الوحي والالهام ، ويحتمل أن يدخلها شئ من تلك الأنهار التي في الجنة كما ورد في الفرات .
6 - كامل الزيارة : عنه ، عن أبي جميلة ، عن سليمان بن هارون أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : من شرب من ماء الفرات وحنك به فهو محبنا أهل البيت ( 2 ) . بيان : لعل الحكم متعلق بمجموع الشرب والتحنيك لا بكل منهما .
7 - كامل الزيارة : باسناده عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لو أن بيننا وبين الفرات كذا وكذا ميلا لذهبنا إليه ( 3 ) .
8 - كامل الزيارة : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسن ، عن عيسى ابن عبد الله العمري ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال : الفرات سيد المياه في الدنيا والآخرة ( 4 ) .
9 - كامل الزيارة : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ابن ميمون ، عن سليمان بن هارون العجلي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ما أظن أحدا يحنك بماء الفرات إلا أحبنا أهل البيت ، وسألني كم بينك وبين الفرات ؟ فأخبرته فقال : لو كنت عنده لأحببت أن آتيه طرفي النهار ( 5 ) .
10 - كامل الزيارة : علي بن الحسين ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم عن سليمان بن نهيك ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ، " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال : الربوة نجف الكوفة ، والمعين الفرات ( 6 )
11 - كامل الزيارة : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عمن حدثه ، عن حنانابن سدير ، عن أبيه ، عن حكيم بن جبير قال : سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول :إن ملكا يهبط كل ليلة معه ثلاث مثاقيل مسك من مسك الجنة فيطرحها في الفرات وما من نهر في شرق ولا غرب أعظم بركة منه ( 1 ) .
12 - كامل الزيارة : علي بن محمد بن قولويه ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عثمان عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يقطر في الفرات كل يوم قطرات من الجنة ( 2 ) .
13 - كامل الزيارة : محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد وعلي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد المسلى ، عن عبد الله بن سليمان قال : لما قدم أبو عبد الله عليه السلام الكوفة في زمن أبي العباس فجاء على دابته في ثياب سفره حتى وقف على جسر الكوفة ثم قال لغلامه : اسقني فأخذ كوز ملاح فغرف له به فأسقاه فشرب والماء يسيل من شدقيه على لحيته وثيابه ، ثم استزاده فزاده فحمد الله ، ثم قال : نهر ماء ما أعظم بركته ، أما انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة ، أما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه ، أما لولا ما يدخله من الخاطئين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا أبرئ ( 3 ) .
14 - كامل الزيارة : محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده علي بن مهزيار ، عن الحسن ابن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن عرفة ، عن ربعي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : شاطئ الواد الأيمن الذي ذكره الله في كتابه هو الفرات ، والبقعة المباركة هي كربلاء والشجرة هي محمد صلى الله عليه وآله ( 4 ) . بيان : لعل المراد أن بتوسط روح محمد صلى الله عليه وآله أوحى الله ما أوحى في هذا المكان وتشبيهه بالشجرة لتفرع أغصان الإمامة منه واجتناء ثمرات العلوم منهم إلى آخر الدهر كما ورد في تفسير قوله تعالى " ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة " الآية .
15 - كامل الزيارة : أبي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما أظن أحدا يحنك بماء الفرات إلا كان لنا شيعة ، قال ابن أبي عمير : عن بعض أصحابنا قال : يجري في الفرات ميزابان من الجنة ( 1 ) . بيان : يمكن أن يكون الميزابان في بعض الأحيان والقطرات في بعضها ويمكن أن يكون الجاري في الميزابين قطرات .
16 - كامل الزيارة : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن محمد ابن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن حكيم بن جبير الأسدي قال : سمعت علي ابن الحسين عليه السلام يقول : إن الله يهبط ملكا كل ليلة معه ثلاث مثاقيل من مسك الجنة فيطرحه في فراتكم هذا ، وما من نهر في شرق الأرض ولا غربها أعظم بركة منه ( 2 ) .
17 - كامل الزيارة : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال عن ثعلبة ابن ميمون ، عن سليمان بن هارون قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما أظن أحدا يحنك
بماء الفرات إلا أحبنا أهل البيت ( 3 ) .
18 - كامل الزيارة : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال عن ثعلبة الكوفي ، عن عبد الله بن الحجال ، عن غالب بن عثمان ، عن عقبة بن خالد قال :
ذكر أبو عبد الله عليه السلام الفرات قال : أما انه من شيعة علي عليه السلام وما حنك به أحد إلا أحبنا أهل البيت يعني ماء الفرات ( 4 ) .
19 - كامل الزيارة : أبي ، عن الحسن بن متيل ، عن عمران بن موسى ، عن الجاموراني ، عن ابن البطائني ، عن ابن عميرة ، عن صندل ، عن هارون بن خارجة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما أحد يشرب من ماء الفرات ويحنك به إذا ولد إلا أحبنا ، لان الفرات نهر مؤمن ( 5 ) .
20 - كامل الزيارة : باسناده عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : نهران مؤمنان ونهران كافران ، نهران كافران نهر بلخ ودجلة والمؤمنان نيل مصر والفرات فحنكوا أولادكم بماء الفرات ( 6 ) . بيان : قال الجزري ( 7 ) في شرح هذا الحديث : جعلهما مؤمنين علىالتشبيه لأنهما يفيضان على الأرض فيسقيان الحرث بلا مؤنة ، وجعل الآخرين كافرين لأنهما لا يسقيان ولا ينتفع بهما إلا بمؤنة وكلفة ، فهذان في الخير والنفع كالمؤمنين ، وهذان في قلة النفع كالكافرين .
21 - فرحة الغري : محمد بن علي بن الحسن العلوي في كتاب فضل الكوفة ( 1 ) باسناد رفعه إلى عقبة بن علقمة أبي الجنوب قال : اشترى أمير المؤمنين عليه السلام ما بين الخورنق
إلى الحيرة إلى الكوفة وفي حديث ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين ألف درهم واشهد على شرائه ، قال : فقيل له يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس ينبت حظا ؟ فقال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : كوفان كوفان يرد أولها على آخرها ، يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فاشتهيت أن يحشروا من ملكي ( 2 ) . بيان : يرد أولها على آخرها بالتشديد على بناء المجهول كناية عن انتظامها وعمارتها ، أو إشارة إلى الرجعة فان أوائل هذه الأمة الذين دفنوا فيها يردون إلى أواخرهم وهم القائم عليه السلام وأصحابه ، أو بالتخفيف على بناء المعلوم بهذا المعنى الأخير ، ويحتمل على التقديرين أن يكون كناية عن خرابها وحدوث الفتن فيها .
22 - فرحة الغري : نصير الدين الطوسي ، عن والده ، عن القطب الراوندي ، عن الشيخ ، عن المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد ابن علي الجعفري ، عن محمد بن محمد بن الفضيل ابن بنت داود الرقي قال : قال الصادق عليه السلام : أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله ، و الغري وكربلا وطوس ( 3 ) .
23 - كامل الزيارة : أبي عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن أبي الحسن الحذاء قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن إلى جانبكم مقبرة يقال لها : براثا يحشر منها عشرون ومائة الف شهيد كشهداء بدر ( 1 ) .
24 - المحاسن : عثمان بن عيسى رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن نهركم يصب فيه ميزابان من ميازيب الجنة ، وقال أبو عبد الله عليه السلام : لو كان بيني وبينه أميال لأتيناه نستشفي به ( 2 ) .
25 - تفسير العياشي : عن بدر بن خليل الأسدي ، عن رجل من أهل الشام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة ( 3 ) . أقول : قال الشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي في كتاب إرشاد القلوب : روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : الغري قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه إبراهيم خليلا ، ومحمدا صلى الله عليه وآله حبيبا ، وجعله للنبيين مسكنا ( 4 ) . وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام نظر إلى ظهر الكوفة فقال : ما أحسن منظرك وأطيب قعرك ، اللهم اجعل قبري بها . ومن خواص تربته إسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك كما وردت به الأخبار الصحيحة عن أهل البيت عليهم السلام ( 5 ) . وروي عن القاضي بن بدر الهمداني الكوفي وكان رجلا صالحا قال : كنت في جامع الكوفة ذات ليلة وكانت ليلة مطيرة فدق باب مسلم جماعة ففتح لهم وذكر بعضهم أن معهم جنازة فأدخلوها وجعلوها على الصفة التي تجاه مسلم بن عقيل عليه السلام ثم إن أحدهم نعس فرأى في منامه قائلا يقول لآخر ما تبصره حتى نبصر هل لنا معه حساب ؟ وينبغي أن نأخذه منه عجلا قبل أن يتعدى الرصافة فما يبقى لنا معه طريق ، فانتبه وحكى لهم المنام فقال : خذوه عجلا فأخذوه ومضوا به في الحال إلى المشهد الشريف ( 1 ) . وروى جماعة من صلحاء المشهد الشريف الغروي أنه رأى كل واحد من القبور التي في المشهد الشريف وظاهره قد خرج منه حبل ممتد متصل بالقبة الشريفة صلوات الله على مشرفها ( 2 ) . وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى طرف الغري فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النجف ، فإذا رجل قد أقبل من البرية راكب على ناقة وقدامه جنازة فحين رأى عليا عليه السلام قصده حتى وصل إليه فسلم عليه فرد عليه السلام وقال : من أين ؟ قال : من اليمن ، قال : وما هذه الجنازة التي معك ؟ قال : جنازة أبي لأدفنه في هذه الأرض ، فقال علي : لم لا دفنته في أرضكم ؟ قال : أوصى بذلك ، وقال : إنه يدفن هناك رجل يدعى في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، فقال له عليه السلام : أتعرف ذلك الرجل ؟ قال . لا ، قال : أنا والله ذلك الرجل ، انا والله ذلك الرجل ، أنا والله ذلك الرجل فادفن ، فقام ودفنه . ومن خواص ذلك الحرم الشريف أن جميع المؤمنين يحشرون فيه ( 3 ) . وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : ما من مؤمن يموت في شرق الأرض و غربها إلا وحشر الله روحه إلى وادي السلام . وجاء في الاخبار والآثار أنه بين وادي النجف والكوفة كأني بهم قعود يتحدثون على منابر من نور ، والاخبار في هذا المعنى كثيرة انتهى كلامه ره ( 1 ) .
26 - الكافي : علي بن محمد عن علي بن الحسن ، عن الحسين بن راشد ، عن المرتجل بن معمر ، عن ذريح المحاربي ، عن عباية الأسدي ، عن حبة العرني قال : خرجت مع أمير المؤمنين إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لأقوام فقمت بقيامه حتى اعييت ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولا ثم جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائي ، فقلت يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال : يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته قال : قلت : يا أمير المؤمنين وانهم لكذلك ؟ قال : نعم لو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون ، فقلت أجسام أم أرواح ؟ فقال : أرواح ، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه : الحقي بوادي السلام ، وإنها لبقعة من جنة عدن ( 2 ) .
27 - الكافي : العدة ، عن سهل ، عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن عمر رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : إن أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها فقال : ما تبالي حيث ما مات أما إنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام فقلت له : وأين وادي السلام ؟ قال : ظهر الكوفة أما إني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون ( 3 ) . أقول : روى سيد علي بن عبد الحميد في كتاب الغيبة باسناده إلى الفضل ابن شاذان من أصل كتابه باسناده إلى الأصبغ ابن نباته قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى ظهر الكوفة فلحقناه فقال : سلوني قبل أن تفقدوني فقد مائت الجوانح مني علما ، كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، ثم مسح بيده على بطنه وقال : أعلاه علم وأسفله ثفل ، ثم مر حتى أتى الغريين فلحقناه وهو مستلقي على الأرض بجسده ليس تحته ثوب ، فقال له قنبر : يا أمير المؤمنين الا أبسط تحتك ثوبي ؟ قال : لا هل هي إلا تربة مؤمن ومن أحمته في مجلسه فقال
الأصبغ : تربة المؤمن قد عرفناها كانت أو تكون فما من أحمته بمجلسه ؟ فقال : يا ابن نباته لو كشف لكم لألفيتم أرواح المؤمنين في هذه حلقا حلقا يتزاورون ويتحدثون إن في هذا الظهر روح كل مؤمن ، وبوادي برهوت روح كل كافر ، ثم ركب بغله وانتهى إلى المسجد فنظر إليه وكان بخزف ودنان وطين فقال : ويل لمن هدمك وويل لمن يستهدمك ، وويل لبانيك بالمطبوخ ، المغير قبلة نوح ، وطوبى لمن شهد هدمه مع القائم من أهل بيتي أولئك خير الأمة مع أبرار العترة .
.