الأسر العلمية في الكوفة

1 - آل أبي الجعد

رافع الغطفاني (1) الأشجعي، مولاهم، وأبناؤه: سالم وعبيدة وزياد، من أصحاب الأمام عليّ (عليه السلام)، ورافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد من رجال الإمام الباقر (عليه السلام)، وسلمة بن زياد مولى بني أمية من رجال الإمام الصادق (عليه السلام) (2).

وفي التقريب لابن حجر: سالم بن أبي الجعد رافع، الغطفاني، الأشجعي، مولاهم، الكوفي، ثقة، وكان يرسل كثيراً، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين، وقيل: مائة أو بعد ذلك، ولم يثبت أنه جاوز المائة (3).

وذكر جملة من آل أبي الجعد ابن حجر في التقريب (4).

2 - آل أبي الجهم

القابوسي، اللخمي، من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر، بيت كبير جليل بالكوفة، منهم: أبو الحسين سعيد بن أبي الجهم، وابناه الحسين بن سعيد، والمنذر ابن سعيد، ومحمد بن المنذر بن سعيد، والمنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد صاحب كتاب جامع الفقه (5).

3 - آل أبي رافع

من أرفع بيوت الشيعة بنياناً، وأعلاها شأناً، وأقدمهم إسلاماً، منهم: عبيد الله وعلي، كانا كاتبي الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأبوهما رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد شهد مع عليّ (عليه السلام) حروبه، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة، ومات في أوائل خلافته (6).

4 - آل أبي سارة

أهل بيت فضل وأدب، منهم: محمد بن الحسن بن أبي سارة، أبو جعفر الرواسي، روى هو وأبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، ومحمد بن أبي سارة من رجال الصادق (عليه السلام)، ومعاذ وعمر ابنا مسلم بن أبي سارة (7).

5 - آل أبي شعبة الحلبيون

بيت كبير بالكوفة، روى جدّهم أبو شعبة عن الحسن والحسين (عليهما السلام)، وابناه:

علي وعمر، وبنو علي وهم: عبيد الله ومحمد وعمران وعبد الأعلى كلهم من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ويحيى بن عمران بن علي من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، وأحمد بن عمر بن أبي شعبة، وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم، وكان يتّجر هو وأبوه وأخوته إلى حلب فغلب عليهم النسبة إليها (8).

6 - آل أبي صفية

واسم أبي صفية دينار، وهو أبو ثابت المعروف بأبي حمزة الثمالي، الكوفي، وأولاد أبي حمزة الثلاثة: نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد بن عليّ (عليه السلام) (9).

7 - آل أعين

بفتح الهمزة وسكون العين وفتح المثناة من تحت، وهم أكبر بيت في الكوفة من شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وأعظمهم شأناً، وأكثرهم رجالا وأعياناً، وأطولهم مدة وزماناً، أدرك أوائلهم السجاد والباقر والصادق ( عليهم السلام )، وبقي أواخرهم إلى أوائل الغيبة الكبرى، وكان فيهم العلماء والفقهاء والقرّاء والأدباء ورواة الحديث، ومن مشاهيرهم: حمران، وزرارة، وعبد الملك، وبكير بن أعين، وحمزة بن حمران، وعبيد بن زرارة، وضريس بن عبد الملك، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن عبد الله بن زرارة، والحسن بن الجهم بن بكير، وسليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير، وأبو طاهر محمد بن سليمان بن الحسن، وأبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان، وكان أبو غالب (رحمه الله) شيخ علماء عصره وبقية آل أعين، وله في بيان أحوالهم ورجالهم رسالة عهد فيها إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد، وهو آخر من عرف من هذا البيت، (وقد أجاز له جدّه في رسالته إليه جميع ما رواه من الكتب، وذكر طريقه إلى أصحابها) (10)، وهي رواية الشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين بن عبد الله الواسطي الغضائري شيخ النجاشي والشيخ الطوسي، وقد ألحق بها جملة من أحوال آل أعين وبعض ما لم يقع منها لشيخه أبي غالب رضوان الله عليه.

قال أبو غالب في الرسالة المذكورة:

إنّا أهل بيت أكرمنا جل ّوعزّ بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه، وحججه على خلقه، من أول ما نشأنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة، فلقي عمّنا حمران سيدنا وسيد العابدين عليّ بن الحسين (عليه السلام)، ولقي حمران وجدّنا زرارة وبكير أبا جعفر محمد بن عليّ وأبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)، ولقي بعض أخوتهم وجماعة من أولادهم مثل: حمزة بن حمران، وعبيد بن زرارة، ومحمد بن حمران وغيرهم أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام).

وآل أعين أكبر أهل بيت في الشيعة، وأكثرهم حديثاً وفقهاً، وذلك موجود في كتب الحديث، ومعروف عند رواته، ولقي عبيد بن زرارة وغيره من بني أعين أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، وكان جدّنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواص سيّدنا أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، وله كتاب معروف، وكان للحسن بن الجهم جدّنا (أبناء) (12): سليمان ومحمد والحسين، ولم يبق لمحمد والحسين ولد، وكانت أم الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة، ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن من ولد بكير، وكنّا قبل ذلك نعرف بولد الجهم، وأول من نسب منّا إلى زرارة جدّنا سليمان، نسبه إليه سيّدنا أبو الحسن عليّ بن محمد (عليهما السلام) صاحب العسكر، كان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال: ((الزراري)) تورية عنه وستراً له، ثم اتسع ذلك وسمّينا به.

وكان (عليه السلام) يكاتبه في أمور له بالكوفة وبغداد، وأمّه أم ولد يقال لها: رومية.

وكان الحسن بن الجهم اشتراها جلباً ومعها ابنة لها صغيرة، فربّاها فخرجت بارعة الجمال، وأدّبها فحسن أدبها، فاشتريت لعبد الله بن طاهر، فأولدها عبيد الله ابن عبد الله، وكان سليمان خال عبد الله، وانتقل إليه من الكوفة وباع عقاره بها في حلة بني أعين، وخرج معه إلى خراسان عند خروجه إليها، فتزوج بنيشابور امرأة من وجوه أهلها، فولدت له جدّي محمد بن سليمان وعمّ أبي علي بن سليمان وأختاً لهما تزوجها عند عود سليمان إلى الكوفة محمد بن يحيى المعادي، فأولدها محمد ابن محمد بن يحيى وأخته فاطمة بنت محمد.

وقد روى محمد بن يحيى طرفاً من الحديث، وروى محمد بن محمد بن يحيى ابن عمّة أبي أيضاً صدراً صالحاً من الحديث، ولم تطل أعمارها فيكثر النقل عنهما، فلمّا صرف آل طاهر عن خراسان أراد سليمان أن ينقل عياله بها وولده إلى العراق، فامتنعت زوجته (ووطنت) (13) بعمتها وأهلها، فاحتال عليها بالحج ووعدها بالرجوع بها إلى خراسان، فرغبت في الحج فأجابته إلى ذلك، فخرج بها وبولدها فحجّ بها ثم عاد إلى الكوفة، وخلف من الولد بعد ابنه الذي مات في حياته جدّي محمد بن سليمان، وكان أسنّ ولده، وعلياً أخاه من أمّه، وحسناً، وحسيناً، وجعفراً، وأربع بنات إحداهن زوجة المعادي من المرأة النيشابورية، وباقي البنين والبنات من أمهات أولاد.

وكان عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان وسيّدنا أبو الحسن (عليه السلام) يكاتبه إلى أن مات، فكانت الكتب ( بعد ذلك ) (14) ترد على جدّي محمد بن سليمان إلى أن مات، وكاتب الصاحب (عليه السلام) جدّي محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة، وقلّ منّا رجل إلاّ وقد روى الحديث، وحدّثني أبو عبد الله بن الحجاج - وكان من رواة الحديث - أنه قد جمع من روى الحديث من آل أعين فكانوا ستين رجلا، وحدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن لاحق الشيباني عن مشايخه: أن بني أعين بقوا أربعين سنة أربعين رجلا لا يموت منهم رجل إلاّ ولد فيهم غلام وهم على ذلك يستولون على دور بني شيبان في خطة بني سعد بن همام، ولهم مسجد الخطة يصلون فيه، وقد دخله سيّدنا أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) وصلى فيه.

وفي هذه المحلة دور بني أعين متقاربة، قال أبو غالب: وكان أعين غلاماً رومياً اشتراه رجل من بني شيبان من الجلب، فربّاه وتبناه وأحسن تأديبه، فحفظ القرآن وعرف الأدب، وخرج بارعاً أديباً، فقال له مولاه: أستلحقك ؟

فقال: لا، ولائي منك أحبّ إليّ من النسب.

فلمّا كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم، وكان راهباً اسمه: سنسن، وذكر أنه من غسان ممّن دخل بلد الروم في أول الإسلام، وقيل: إنه كان يدخل بلاد الإسلام بأمان فيزور ابنه أعين ثم يعود إلى بلاده، فولد أعين: عبد الملك، وحمران، وزرارة، وبكيراً، وعبد الرحمن بن أعين، هؤلاء كبراؤهم معروفون، وقعنب، ومالك، ومليك من بني أعين غير معروفين، فذلك ثمانية أنفس، ولهم أخت يقال لها: أم الأسود، ويقال: إنها أول من عرف هذا الأمر منهم من جهة أبي خالد الكابلي، وروي أن أول من عرف هذا الأمر عبد الملك، عرفه من صالح بن ميثم ثم عرفه حمران من أبي خالد الكابلي.

وكان بكير يكنى أبا الجهم، وحمران أبا حمزة، وزرارة أبا علي، ولآل أعين من الفضائل وما روي فيهم أكثر من أن أكتبه لك، وهو موجود في كتب الحديث، وكان مليك وقعنب ابنا أعين يذهبان مذهب العامة مخالفين لإخوتهم، وخلّف أعين:

حمران، وزرارة، وبكيراً، وعبد الملك، وعبد الرحمن، (ومالكاً) (15)، وموسى، وضريساً، ومليكاً، وكذا قعنب، فذلك عشرة أنفس.

وروى ابن المغيرة عن أبي محمد الحسن بن حمزة العلوي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي المشهور بكثرة الحديث: أنهم سبعة عشر رجلا، إلاّ أنه لم يذكر أسماءهم، وما يتهم في معرفته ولا شك في علمه (16).

8 - آل حيان التغلبي

مولى بني تغلب، بيت كبير في الشيعة، كوفيون، صيارفة، معروفون بهذه الصنعة وبالنسبة إلى تغلب، منهم: إسحق بن عمار بن حيان الصيرفي التغلبي، وأخوته: إسماعيل، وقيس، ويوسف، ويونس، وأولادهم: محمد، ويعقوب ابنا إسحق، وبشر وعليّ ابنا إسماعيل، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن يعقوب بن إسحاق وعليّ بن محمد بن يعقوب، وأبوهم عمار بن حيان من أصحاب الحديث روى عن الصادق (عليه السلام)، وقد عدّ الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام): إسحق بن عمار، وإسماعيل بن عمار، ويونس بن عمار، وبشر بن إسماعيل، وأحمد بن بشر بن عمار، وعبد الرحمن بن بشر (16).

وعدّ البرقي في رجاله من أصحاب الكاظم (عليه السلام) علي بن إسماعيل بن عمار (17).

9 - آل نعيم الأزدي الغامدي

بيت كبير، منهم: عبد الرحمن بن نعيم وأبناؤه: محمد وشديد وعبد السلام، وأولادهم: بكر بن محمد وموسى والمثنى ابنا عبد السلام وجعفر بن المثنى (18).

10 - آل أبي أراكة

مولى كندة البجلي، واسم أبي أراكة: ميمون مولى بني وابش، وكان ابنا ميمون هذا بشير وشجرة وأبناؤهما: إسحق بن بشير، وعلي بن شجرة، والحسن بن شجرة من بيوت الشيعة، وممّن روى عن الأئمة (عليهم السلام) وفيهم الثقات (19).

قال النجاشي (رحمه الله): عليّ بن شجرة بن ميمون روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وأخوه الحسن بن شجرة روى، وكلهم ثقات وجوه جلّة، ولعليّ كتاب روي عنه الحسن بن علي بن فضال (20).

وفي فهرست الشيخ (رحمه الله): له كتاب، روى الحسن بن محمد بن سماعة والقاسم ابن إسماعيل القرشي عنه (21).

وعدّ الشيخ (رحمه الله) في رجاله بشير النبّال في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) (22).

وكذا البرقي في رجاله وقال: إنه شيباني، وذكر في أصحاب الباقر (عليه السلام) إسحق ابن بشير النبّال، وأبو أراكة هذا هو الذي اختفى عنده رشيد الهجري لمّا طلبه عبيد الله بن زياد وله قصة (23).

11 - بنو الحرّ الجعفي

والحرّ هذا مولى، جعفي، وبنوه: أديم، وأيوب، وزكريا، من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ذكرهم النجاشي في فهرسته وأثبت لأديم وأيوب أصلا ووثقهما، وأثبت لزكريا كتاباً وقال: هو أخو أديم وأيوب (24)، وأيوب يعرف بأخي أديم، ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست، وجعل أصله كتاباً (25)، وقد يوجد في بعض النسخ ابن أبجر مكان ابن الحرّ، والصواب ما تقدم.

وذكر النجاشي في أول فهرسته: عبيد الله بن الحرّ، الفارس، الفاتك، الشاعر، وعدّه من سلفنا الصالحين المتقدمين في التصنيف وقال: له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (26).

وعبيد الله هذا هو: عبيد الله بن المجمع بن خزيم الجعفي من أشراف الكوفة عربي صميم، وليس هو من أخوة أديم مولى جعفي، لما ذكرناه من قولنا: عربي صميم (27)، مع بُعد الطبقة، والعجب من النجاشي (رحمه الله) كيف عدّ هذا من سلفنا الصالح وهو الذي خذل الحسين (عليه السلام) وقد مشى إليه يستنصره فأبى أن ينصره، وعرض عليه فرسه لينجو عليها فأعرض عنه الحسين (عليه السلام) وقال: ((لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك وما كنت متخذ المضلين عضداً)) (28).

ثم إنه قام مع المختار في طلب الثأر ورجع مغاضباً لإبراهيم بن الأشتر، حيث استقل العطاء، وأغار على سواد الكوفة فنهب القرى وقتل العمّال وأخذ الأموال ومضى إلى مصعب بن الزبير، وقصته معروفة (29)، وله في ذلك أشعار يتأسّف فيها ويتلهّف على ما فاته من نصر الحسين (عليه السلام) ومن أخذه بالثأر مع المختار (رضي الله عنه) (30).

قالوا: وتداخله من الندم شيء عظيم، حتى كادت نفسه تفيض، والرجل صحيح الاعتقاد سئ العمل، وقد يرجى له النجاة بحسن عقيدته وبحنو الحسين (عليه السلام) وتعطفه عليه، حيث أمره بالفرار من مكانه حتى لا يسمع الواعية فيكبه الله على وجهه في النار، والله أعلم بحقيقة حاله (31).

12 - بنو الياس البجلي

منهم: أبو الياس عمرو بن الياس، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) وروى عنهما (عليهما السلام)، له كتاب رواه عنه ابن جبلة، وابنه الياس بن عمرو شيخ من أصحاب الصادق (عليه السلام) متحقق بهذا الأمر، له كتاب رواه عنه الحسن بن علي الأشعري، وهو جدّ الحسن بن علي ابن بنت الياس المعروف بذلك وبالوشا والخزاز، وأولاد الياس بن عمرو وهم: عمرو، ويعقوب، ورقيم، ثقات رووا عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أيضاً (32).

13 - بنو عبد ربّه بن أبي ميمونة بن يسار الأسدي الذي عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال: إنه مولى كوفي، وأولاده: شهاب، ووهب، وعبد الرحيم، وعبد الخالق، وإسماعيل بن عبد الخالق (33).

قال النجاشي في فهرسته: إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربّه بن أبي ميمونة ابن يسار، مولى بني أسد، وجه من وجوه أصحابنا، وفقيه من فقهائنا، وهو من بيت الشيعة، عمومته شهاب وعبد الرحيم ووهب، وأبوه عبد الخالق، كلهم ثقات، رووا عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وإسماعيل نفسه روى عن أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الكاظم (عليهما السلام)، له كتاب، روى عنه جماعة منهم محمد بن خالد (34).

وقال أيضاً: وهب بن عبد ربّه بن أبي ميمونة بن يسار الأسدي، مولى بني نصر ابن قعين أخو شهاب بن عبد ربّه، وعبد الخالق ثقة له كتاب يرويه جماعة، منهم الحسن بن محبوب (35).

وقال في شهاب: له كتاب رواه ابن أبي عمير (36).

وذكره الشيخ في الفهرست وجعل كتابه أصلا (37).

وقال الكشي في رجاله: شهاب وعبد الرحيم وعبد الخالق ووهب ولد عبد ربّه، من موالي بني أسد من صلحاء الموالي (38).

14 - بنو أبي سبرة

قال النجاشي في الفهرست: بسطام بن الحصين بن عبد الرحمن الجعفي بن أخي خيثمة، وإسماعيل كان وجهاً في أصحابنا وأبوه وعمومته، وكان أوجههم إسماعيل، وهم بيت بالكوفة من جعفي يقال لهم: بنو أبي سبرة، منهم خيثمة بن عبد الرحمن صاحب عبد الله بن مسعود له كتاب، روى عنه محمد بن عمرو بن النعمان الجعفي (39).

وذكر الشيخ الطوسي في رجاله: إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، وقال: إنه تابعي سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة وأخاه خيثمة في أصحابهما (عليهما السلام)، وكنّاه أبا عبد الرحمن وبسطام بن الحصين في أصحاب الصادق (عليه السلام) (40).

15 - بنو سوقة

حفص وزياد ومحمد، أبناء سوقة، ثقات جميعاً، قال النجاشي: حفص بن سوقة العمري مولى عمرو بن حريث المخزومي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي الحسن (عليه السلام)، ذكره أبو العباس بن نوح في رجالهما (عليهما السلام)، أخواه زياد ومحمد ابنا سوقة أكثر منه رواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، روى محمد بن سوقة عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن عليّ (عليه السلام) حديث تفرقة هذه الأمة، وروى زياد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قوله: ((لا تصلوا خلف الناصب))، لحفص كتاب رواه عنه محمد بن أبي عمير (41).

وذكر الشيخ الطوسي في رجال الصادق (عليه السلام): عثمان بن سوقة الكوفي (42)، وزيد بن سوقة البجلي مولى حريز بن عبد الله أبا الحسن الكوفي، والظاهر كونهما من أخوة حفص، ولا يبعد أن يكون زيد وزياد واحداً (43).

16 - بنو نعيم الصحاف

محمد، وعلي، والحسين، وعبد الرحمن، قال النجاشي: الحسين بن نعيم الصحاف، مولى بني أسد، ثقة، وأخواه علي ومحمد رووا عن الصادق (عليه السلام)، له كتاب رواه عنه ابن أبي عمير، قال عثمان بن حاتم المنتاب: قال محمد بن عبدة:

وعبد الرحمن بن نعيم الصحاف مولى بني أسد أعقب، وأخوه الحسين كان متكلماً مجيداً، له كتاب بروايات كثيرة منها رواية ابن أبي عمير (44).

وعدّ الشيخ الطوسي في رجاله علي بن نعيم الصحاف الكوفي وأخويه: حسيناً ومحمداً من أصحاب الصادق (عليه السلام) (45).

17 - بنو عطية

محمد، وعلي، والحسن، وجعفر، أولاد عطية، والثلاثة الأول ثقات، قال النجاشي: الحسن بن عطية الحنّاط، كوفي، مولى، ثقة، وأخواه أيضاً محمد وعلي، وكلهم رووا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وهو الحسن بن عطية الدغشي المحاربي أبو ناب، ومن ولده: علي بن إبراهيم بن الحسن، روى عن أبيه عن جدّه، ما رأيت أحداً من أصحابنا ذكر له تصنيفاً (46).

ثم قال: محمد بن عطية الحنّاط: أخو الحسن وجعفر، كوفي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وهو صغير، له كتاب رواه عنه ابن أبي عمير (47).

وقال الشيخ في الفهرست: علي بن عطية، له كتاب رواه عنه ابن أبي عمير (48).

وقال أيضاً في رجاله في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام): علي بن إبراهيم الخيّاط، روى عنه حميد أصولا، مات سنة 207 وصلى عليه إبراهيم بن محمد العلوي، ودفن عند مسجد السهلة (49).

ولعل هذا هو علي بن إبراهيم بن الحسن بن عطية الحنّاط المتقدم في كلام النجاشي، وما في نسخ رجال الشيخ (رحمه الله) من (الخياط) بالمعجمة والياء، تصحيف (الحنّاط) بالمهملة والنون (50).

18 - بنو رباط

أهل بيت كبير، من بجيل أو من مواليهم، منهم الرواة والثقات وأصحاب المصنفات، ومن مشاهيرهم: عبد الله، والحسن، وإسحق، ويونس، أولاد رباط، ومحمد بن عبد الله بن رباط، وعلي بن الحسن، وجعفر بن محمد بن إسحاق ابن رباط، ومحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن رباط، وهو من رجال الغيبة وآخر من يعرف من هذا البيت.

قال النجاشي: الحسن بن رباط البجلي، كوفي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأخوته: إسحق، ويونس، وعبد الله، له كتاب رواه عن الحسن بن محبوب.

ثم ذكر: محمد بن عبد الله، وعلي بن الحسن، وجعفر بن محمد، ومحمد بن محمد، وأثبت لهم كتباً ووثّقهم في تراجمهم، ووثّق عبد الله بن رباط في ترجمة ابنه محمد بن عبد الله (51).

قال الكشي: قال نصر بن الصباح: بنو رباط كانوا أربعة أخوة: الحسن، والحسين، وعلي، ويونس، كلهم أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، وله أولاد كثيرة من حملة الحديث (52).

19 - بنو فرقد

داود، ويزيد، وعبد الرحمن، وعبد الحميد، وعبد الملك، قال النجاشي:

داود بن فرقد، مولى آل أبي السمال، الأسدي، النصري، وفرقد يكنى أبا يزيد، كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي الحسن الكاظم (عليه السلام)، وأخوته: يزيد، وعبد الرحمن، وعبد الحميد، قال ابن فضال: داود ثقة، له كتاب رواه عنه عدّة من أصحابنا منهم: صفوان بن يحيى، وإبراهيم بن أبي السمال (53).

وذكره الشيخ في الفهرست، وروى كتابه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، وعدّه في رجاله من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) ووثقه (54).

وذكر: يزيد، وعبد الحميد، وعبد الملك، أبناء فرقد في أصحاب الصادق (عليه السلام)، وقال في عبد الملك: إنه أخو داود، وفي يزيد: إنه نهدي (55).

20 - بنو دراج

جميل بن دراج، وأخوه نوح، وابن أخيه أيوب، قال النجاشي: جميل بن دراج، ودراج يكنى بأبي الصبيح بن عبد الله، أبو علي النخعي، وقال ابن فضال: أبو محمد شيخنا، ووجه الطائفة، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، أخذ عن زرارة، وأخوه نوح بن دراج القاضي، كان أيضاً من أصحابنا، وكان يخفي أمره، وكان أكبر من نوح، وعمي في آخر عمره، ومات في أيام الرضا (عليه السلام)، له كتاب روى عنه ابن أبي عمير (56).

ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست، وجعل كتابه أصلا (57)، وعدّه الكشي في رجاله من أصحاب الإجماع، وحاله في الثقة والجلالة شهير، وكذا ابن أخيه أيوب، روي عن العسكري (عليه السلام) توثيقه (58)، وقال النجاشي أيضاً: أيوب بن نوح النخعي، أبو الحسين، كان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام)، عظيم المنزلة عندهما، مأموناً، وكان شديد الورع، كثير العبادة، ثقة في رواياته، وأبوه نوح بن دراج كان قاضياً بالكوفة، وكان صحيح الاعتقاد، روى أيوب عن جماعة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ولم يرو عن أبيه وعن عمّه شيئاً (59).

ومن بني دراج: الحسن بن أيوب بن نوح، وهو أحد الشهود الأربعين على وكالة عثمان بن سعيد، وممّن رأى القائم (عليه السلام) وروى النص عليه (60).

21 - بنو عمار البجلي الدهني

مولاهم، والد معاوية بن عمار المشهور، يكنى به، واختلف في اسم أبيه فقيل: معاوية، وقيل: أبو معاوية خباب بن عبد الله بالمعجمة والبائن، قال النجاشي: كان عمار بن أبي معاوية خباب بن عبد الله الدهني ثقة في العامة، وجهاً (61).

وقال الشيخ في الفهرست: عمار بن معاوية الدهني، له كتاب ذكره ابن النديم (62).

وعدّه في كتاب الرجال من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال: عمار بن خباب، أبو معاوية العجلي الدهني الكوفي، والعجلي فيه تصحيف البجلي (63).

وظاهر كلام النجاشي: أن عماراً هذا ليس منّا، وهو خلاف ظاهر الشيخ (رحمه الله) في كتابيه خصوصاً الفهرست، فإنه موضوع لذكر المصنفين من أصحابنا.

وقد ذكر عماراً علماء العامة ومدحوه ووثّقوه ونسبوه إلينا، ففي التقريب: عمار ابن معاوية الدهني، بضم أوله وسكون الهاء، بعدها نون، أبو معاوية، البجلي، الكوفي، صدوق، يتشيّع، من الخامسة، مات سنة 133 (64).

وفي تهذيب الكمال: عمار بن معاوية، ويقال: ابن أبي معاوية، وابن صالح (وابن خباب) (65) الدهني، البجلي، الكوفي، مولى الحكم بن نفيل ووالد معاوية بن عمار، ودهن هو ابن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار، وفي عبد القيس دهن بن عذرة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وإسحق ومنصور عن يحيى بن معين وأبو حاتم والنسائي: ثقة، وقال علي بن المدائني عن سفيان: قطع بشر بن مروان - والي الكوفة - عرقوبيه فقلت: في أي شيء؟

قال: في التشيّع.

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، مات سنة 133، روى له جماعة سوى البخاري (66).

وأمّا ولده معاوية بن عمار، من جلة أصحابنا، وأفاضل علمائنا، عدّه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في الفهرست من هذه الطائفة، وذكر كتبه ورواها عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ومحمد بن سكين (67).

وقال النجاشي (رحمه الله) في فهرسته: معاوية بن عمار بن أبي معاوية خباب بن عبد الله الدهني - ودهن من بجيلة - كان وجهاً في أصحابنا ومقدماً، كبير الشأن، عظيم المحل، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، وله كتب منها: كتاب الحج، رواه عنه جماعة كثيرة من أصحابنا منهم: ابن أبي عمير، ومات معاوية سنة 175 (68).

وفي التقريب لابن حجر: معاوية بن عمار بن أبي معاوية، الدهني، صدوق، من الثامنة (69)، وهو يؤيد ما قلناه.

ويشهد لاستقامته ما قاله النجاشي في عبد الله بن القاسم الحارثي: إنه صحب معاوية بن عمار ثم خلط وفارقه (70).

وكانت أخت معاوية بن عمار منية بنت عمار الدهني، أم يونس بن يعقوب البجلي الدهني من خواص الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، قاله النجاشي في ترجمة يونس (71).

ومن بني عمار: محمد بن معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار، وهو من أصحاب العسكري (عليه السلام)، وممّن روى النص على الحجة القائم (عليه السلام) وعلى توكيل عثمان بن سعيد العمري (رضي الله عنه)، وقد روي أنه كان في الشهود على ذلك وهم أربعون رجلا من رؤساء الشيعة، ويعطي ذلك جلالة محمد ورئاسته، وهو آخر من يُعرف من بني عمار (72).

تنبيه: قد أورد ابن سعد في الطبقات الكبرى (73) تراجم 850 تابعياً ممّن نزل الكوفة، وابتنى كثير منهم داراً فيها، وتقلد بعضهم الوظائف الحكومية، وكان لأكثرهم المكانة العليا الروحية، والمنزلة السامية في الزعامة، وكلهم رواة محدّثون تلقوا الحديث من الصحابة، وانتهلوا من المنبع الفيّاض باب مدينة العلم الإمام عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما أنه نزل الكوفة الجمّ الغفير من حفّاظ الحديث، وممّن تلقى العلم من الأئمة الهداة، كالحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وغيرهم من الأئمة (عليهم السلام)، لا سيّما بعدما دخلوا الكوفة وبثّوا العلم فيها، وخصوصاً من روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) يوم ازدهر العلم في عصره واتّسع نطاقه، ويوم أتيحت له الفرص في الفترة بين انقراض دولة الأمويين واستفحال أمر بني العباس، وفي أولياتهم إذ لم يتفرغوا بعد إلى سحق الخطط الغير الملائمة لنزعاتهم، فنشر أحاديث جدّه النبي (صلى الله عليه وآله) وآبائه الهداة (عليهم السلام)، وبث علومه في أرجاء البسيطة، وقد صنّف الحافظ أبو العباس ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الكوفي المتوفى سنة 333، كتاباً في أسماء الرجال الذين رووا الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، فذكر ترجمة 4000 رجل، خرّج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه (74).

وقد ألف أربعمائة رجل من أجوبة مسائله (عليه السلام) أربعمائة مصنف سمّوها الأصول الأربعمائة، ويوجد كثير منها اليوم في أيدينا (75)، ولقد بقي (عليه السلام) في الكوفة سنتين أيام أبي العباس السفاح، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تستقي منه العلم وترتوي من منهله العذب الروي وتروي عنه الأحاديث في مختلف العلوم، وكان منزله (عليه السلام) في بني عبد القيس.

قال محمد بن معروف الهلالي: مضيت إلى الحيرة إلى جعفر بن محمد (عليه السلام) فما كان لي فيه حيلة من كثرة الناس، فلمّا كان اليوم الرابع رآني فأدناني وتفرق الناس عنه ومضى يريد قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، فتبعته وكنت أسمع كلامه وأنا معه أمشي (76).

وقال الحسن بن علي بن زياد الوشاء البجلي لابن عيسى القمي: إني أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدّثني جعفر بن محمد (عليه السلام) (77).

وممّن أكثر من الرواية عنه (عليه السلام): أبان بن تغلب بن رباح، أبو سعيد البكري، الجريري - مولى جرير بن عباد - الكوفي، نزيل كندة، المتوفى سنة 141، فإنه روى عنه (عليه السلام) 30000 حديث (78).

وممّن أكثر من الرواية عنه وعن أبيه الإمام الباقر (عليه السلام): محمد بن مسلم بن رباح أبو جعفر، الأوقص، الطحان، الأعور، السمّان، الطائفي، الكوفي، المتوفى سنة 105، فإنه روى عنهما (عليهما السلام) 40000 حديث (79).

ومنهم: جابر بن يزيد الجعفي المتوفى سنة 128، فإنه روى عنهما (عليهما السلام) 90000 حديث (80).

وقد نصر الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء عدد غير يسير من أهل الكوفة ممّن حظوا بالسعادة وأبلوا بلاء حسناً ورزقوا الشهادة، أولئك الذين عجم الحسين (عليه السلام) عودهم (81) واختبر حدودهم وكسب منهم الثقة البليغة، وأسفرت امتحاناته كلها عن فوزه بصحب أوفياء وأصفياء، وإخوان صدق عند اللقاء، قلّ ما فاز أو يفوز بأمثالهم ناهض، فلا نجد أدنى مبالغة في وصفه لهم عندما قال: ((أمّا بعد، فإني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ وأوفى من أهل بيتي)) (82).

وكانوا يفتدونه بأنفسهم كما كان يتمنى القتل لنفسه قبلهم، وأخيراً قتلوا، وكان سبيلهم سبيل من قبلهم من الأنبياء والمصلحين إلى روح وريحان وجنّة ورضوان، فاستراحوا من آلام الحياة الدنيا الفانية، وسعدوا بحياة راقية باقية.

أجل كانت جماعة الحسين (عليه السلام) مفعمة رؤوسها بشعور التضحية، حتى إذا أذن لهم بذلك لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا يتهافتون كالفراش على المصباح لتضحية الأرواح، فكلما أذن حجة الله لأحدهم، وآدعه وداع من لا يعود، وهم يتطايرون من مخيمه إلى خصومه تطاير السهام لإنفاذ الغرض المقدّس، بأراجيز بليغة وحجج بالغة من شأنها إزاحة الشبهات عن البعيد والقريب وعن الشاهد والغائب، لكن المستمعين (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (83) قد غشيت الأطماع أبصارهم وغشت المخاوف بصائرهم، فلا يفكرون بسوى دراهم ابن زياد وعصاه، ومن لا يهتم إلاّ بالسيف والرغيف، فلا نصح يفيده ولا دليل يحيده.

نعم، نصروا الحسين (عليه السلام) من الكوفيين صيد جحاجيح أمثال: حبيب بن مظاهر الأسدي، ومسلم بن عوسجة الأسدي، وبرير بن خضير الهمداني المشرفي، وقيس ابن مسهر الأسدي الصيداوي، وعمرو بن خالد الأسدي الصيداوي، وأبي ثمامة عمرو الهمداني الصائدي، وعابس بن أبي شبيب الهمداني الشاكري، وحنظلة بن أسعد الهمداني الشبامي، والحجاج بن مسروق المذحجي الجعفي، ويزيد بن مغفل المذحجي الجعفي، وعمرو بن قرظة الأنصاري الخزرجي، وزهير بن القين الأنماري البجلي، ومسلم بن كثير الأعرج الأزدي، والحرّ بن يزيد الرياحي، وغير هؤلاء ممّن حاز السعادة والشهادة.

من كل أبيض وضاح الجبين له * نوران من جانبيه الفضل والنسب

تجلو العفاة لهم تحت القنا غرراً * تلاعب البيض فيها والقنا السلب

فوارس اتخذوا سمر القنا سمراً * فكلما سجعت ورق القنا طـربـوا

يستنجعون الـردى شوقاً لغايته * كأنما الضرب في أفـواهـها الضـرب

واستأثروا بالردى من دون سيدهم * قصداً وما كل إيثار به الأدب

فقتّلوا تقتيلا [وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أمْوَاتاً بَلْ أحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] (84) أحياء بأرواحهم، أحياء بتاريخهم المجيد، ولهم لسان صدق في الآخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغطفاني: بالفتح، نسبة إلى قبيلة كبيرة من قيس عيلان. انظر: الصحاح: 4/ 1411.

(2) رجال النجاشي: 169 رقم 447، رجال الطوسي: 205 رقم 47، رجال ابن داود: 93 رقم 604، الفوائد الرجالية: 1/ 269.

(3) تقريب التهذيب: 1/ 334 رقم 2176.

(4) 1/ 318 و337 و483 و643 و670 و2/324 و375.

 (5) رجال النجاشي: 179 رقم 472 و418 رقم 1118، رجال ابن داود: 102 رقم 683 و192 رقم 1602، خلاصة الأقوال: 157 رقم 3 و280 رقم 15 ، الفوائد الرجالية : 1 / 272.

(6) رجال النجاشي: 4 رقم 1، رجال الطوسي: 117 رقم 18، معالم العلماء: 112 رقم 542، ايضاح الاشتباه: 79 رقم 1، الفوائد الرجالية: 1/ 203.

(7) رجال النجاشي: 324 رقم 883، رجال الطوسي: 279 رقم

63، رجال ابن داود: 168 رقم 1344، الفوائد الرجالية: 1/ 276.

(8) رجال النجاشي: 98 رقم 245 و230 رقم 612 و325 رقم885 و444 رقم 1199، رجال ابن داود: 204 رقم 1713، خلاصة الأقوال: 294 رقم 12، الفوائد الرجالية: 1/214.

(9) رجال الطوسي: 129 رقم 2 و333 رقم 1، الفهرست للطوسي: 90 رقم 1، خلاصة الأقوال: 85 رقم 5، نقد الرجال: 1/ 311 رقم 14، الفوائد الرجالية: 1/ 258، والثمالي: نسبة إلى ثمالة بطن من الأزد.

(10) ما بين القوسين أثبتناه من الفوائد الرجالية.

(11) أثبتناه من المصدر.

(12) في المطبوع: (وظنت)، وما أثبتناه من المصدر.

(13) أثبتناه من المصدر.

(14) ورد بدله في المصدر: (عبيد الله).

(15) تاريخ آل زرارة: 2/ 2 - 30، الفهرست لابن النديم: 322، الفوائد الرجالية: 1/222، وقلما تجد مصدراً يخلو من ذكر آل زرارة.

(16) رجال الطوسي: 161 رقم 125 و16 رقم 135 و324 رقم 68 و169 رقم 12و 155 رقم 3.

(17) رجال النجاشي: 71 رقم 169، رجال الطوسي: 327 رقم 9، رجال ابن داود: 48 رقم164، خلاصة الأقوال: 317 رقم 1، الفوائد الرجالية: 1/ 289.

(18) رجال النجاشي: 108 رقم 273 و 121 رقم 309، رجال ابن داود: 64 رقم 322، خلاصة الأقوال: 80 رقم 1، نقد الرجال: 3/ 61 رقم 6، الفوائد الرجالية: 1/ 283.

(19) رجال الكشي: 2/ 666، الفوائد الرجالية: 1/ 264.

(20) رجال النجاشي: 274 رقم 720.

(21) الفهرست للشيخ الطوسي: 160 رقم 37.

(22) رجال الطوسي: 127 رقم 4.

(23) رجال البرقي: 13، وانظر قصته في حادثة رشيد الهجري المتقدمة.

(24) رجال النجاشي: 103 رقم 256 و 106 رقم 267 و 174 رقم 459.

(25) الفهرست: 132 رقم 2.

(26) رجال النجاشي: 9 رقم 6.

(27) أي أن العربي الصميم غير الذي من الموالي.

(28) أمالي الصدوق: 132، الارشاد: 2/ 82.

(29) الأخبار الطوال: 297.

(30) الأخبار الطوال: 262، ذوب النضار: 85.

(31) انظر: تاريخ الطبري: 4/ 567، تاريخ دمشق: 37/ 417 رقم 4434، الفوائد الرجالية:1/ 323.

(32) رجال النجاشي: 107 رقم 272، رجال الطوسي: 354 رقم 5، رجال ابن داود: 53 رقم220، خلاصة الأقوال: 214 رقم 7، نقد الرجال: 1/ 244 رقم 1، الفوائد الرجالية: 1/329.

(33) رجال الطوسي: 242 رقم 255.

(34) رجال النجاشي: 27 رقم 5.

(35) رجال النجاشي: 430 رقم 1156.

(36) رجال النجاشي: 196 رقم 523.

(37) الفهرست: 145 رقم 2.

(38) رجال الكشي: 2/ 712 رقم 778.

(39) رجال النجاشي: 110 رقم 281.

(40) رجال الطوسي: 124 رقم 15 و 133 رقم 3 و 172 رقم 76.

(41) رجال النجاشي: 135 رقم 348.

(42) رجال الطوسي: 260 رقم 607.

(43) لم نجد زيد بن سوقة في رجال الطوسي، وذكر في: نقد الرجال: 2/ 285 رقم 19، الفوائد الرجالية: 1/ 369.

(44) رجال النجاشي: 53 رقم 120.

(45) رجال الطوسي: 246 رقم 330.

(46) رجال النجاشي: 46 رقم 93.

(47) رجال النجاشي: 356 رقم 952.

(48) الفهرست: 162 رقم 47.

(49) رجال الطوسي: 430 رقم 21.

(50) الفوائد الرجالية: 1/ 377.

(51) رجال النجاشي: 46 رقم 94 و 356 رقم 955 و 251 رقم 659 و 121 رقم 311 و 393 رقم 1051.

(52) رجال الكشي: 663 رقم 685.

(53) رجال النجاشي: 158 رقم 418.

(54) الفهرست: 126 رقم 9.

(55) رجال الطوسي: 240 رقم 205 و 324 رقم 73 و 265 رقم 716.

(56) رجال النجاشي: 126 رقم 328.

(57) الفهرست: 94 رقم 1.

(58) رجال الكشي: 2/ 520 و 841.

(59) رجال الكشي: 2/ 841.

(60) الفوائد الرجالية: 1/ 383.

(61) رجال النجاشي: 411 رقم 1096.

(62) الفهرست لابن النديم: 275، الفهرست للشيخ الطوسي: 189 رقم 3.

(63) رجال الطوسي: 251 رقم 434، وفيه: البجلي.

(64) تقريب التهذيب: 1/ 708.

(65) في المصدر: (وابن حيان).

(66) تهذيب الكمال: 21/ 208 رقم 4171، الثقات لابن حبان: 5/ 268.

(67) الفهرست للشيخ الطوسي: 247 رقم 2.

(68) رجال النجاشي: 411 رقم 1096.

(69) تقريب التهذيب: 2/ 196.

(70) رجال النجاشي: 226 رقم 593.

(71) رجال النجاشي: 446 رقم 1207.

(72) انظر: الفوائد الرجالية: 1/ 398، طرائف المقال: 1/ 259 رقم 1674، معجم رجال الحديث: 18/ 279 رقم 11833.

(73) انظر: الطبقات الكبرى: 6/ 5، مشاهير علماء الأمصار: 159- 180.

(74) الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني، المعروف بابن عقدة الحافظ، من أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ، حيث نقل أنه كان يحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها، وكان زيدياً جارودياً وعلى ذلك مات، ولكثرة مخالطته ومداخلته مع الشيعة، ذكر في ترجم ورجال الشيعة، مات بالكوفة سنة 333، وقيل: سنة 332.

وألف عدة كتب منها: (رجال ابن عقدة) وهو في خصوص رجال أصحاب الصادق (عليه السلام)، قال الشيخ الطوسي: قد ذكر كل إنسان منهم من أصحابنا المصنفين طرفاً إلاّ ما ذكره ابن عقدة من رجال الصادق (عليه السلام) فإنه بلغ الغاية في ذلك ولم يذكر رجال باقي الأئمة عليهم السلام.

وقال النجاشي في عداد تصانيفه: وكتاب الرجال.

انظر: رجال النجاشي: 94 رقم 233، الفهرست: 28 رقم 86، نقد الرجال: 1/ 158 رقم 144، ايضاح الاشتباه: 5/ 107 رقم 76، الذريعة: 10/ 86 رقم 161.

 (75) لقد ترجم الشيخ أغا بزرك الطهراني في الذريعة لمائتي رجل من مصنفي تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام) عدا غيرهم من المؤلفين من أصحاب سائر الأئمة، وذكر لهم من كتب الأصول 739 كتاباً.

انظر: الذريعة: 6/ 301 - 374، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: 275، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 1/ 500، دراسة حول الأصول الأربعمائة للسيد محمد حسين الجلالي.

(76) مناقب آل أبي طالب: 3/ 363، فرحة الغري: 88، بحار الأنوار: 47/ 93 ح 104.

(77) رجال النجاشي: 40 رقم 80 ضمن ترجمة الحسن بن علي الوشاء، معجم رجال الحديث: 6/ 38 رقم 2968.

(78) انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى: 6/ 360، الثقات لابن حبان: 6/ 67، رجال النجاشي: 11 رقم 7، رجال الكشي: 2/ 622، رجال ابن داود: 29 رقم 4، ايضاح الاشتباه: 81 رقم 3، تهذيب الكمال: 2/ 6 رقم 135، ميزان الاعتدال: 1/ 5 رقم 2، سير أعلام النبلاء: 6/ 308 رقم 131.

(79) انظر ترجمته في: تاريخ ابن معين: 197 رقم 721، رجال النجاشي: 324 رقم 882، رجال الكشي: 1/ 383، رجال الطوسي: 294 رقم 318، رجال ابن داود: 184 رقم 1504، خلاصة الأقوال: 251 رقم 60، ايضاح الاشتباه: 261 رقم 541، ميزان الاعتدال: 4/ 40 رقم 8172، نقد الرجال: 4/ 322 رقم 720.

(80) الطبقات الكبرى: 6/ 345، معرفة الثقات للعجلي: 1/ 264 رقم 206، رجال النجاشي: 128 رقم 332، رجال الكشي: 2/ 436، رجال الطوسي، 129 رقم 6، الفهرست: 95 رقم 1، رجال ابن داود: 61 رقم 290 و235 رقم 87، خلاصة الأقوال: 94 رقم 2، ميزان الاعتدال: 1/ 379 رقم 1425، نقد الرجال: 1/ 325 رقم 15.

(81) عجمت عودهم: أي بلوت أمرهم وخبرت حالهم. الصحاح: 5/ 1981.

(82) تاريخ الطبري: 4/ 317، الارشاد: 2/ 91، اللهوف: 55، إعلام الورى: 1/ 455،

ينابيع المودة: 3/ 65.

(83) سورة البقرة: 171.

(84) سورة آل عمران: 169.

 

📚: تاريخ الكوفة، ص450 - ص468

✍🏻: تأليف: السيد البراقي